روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | إشاعة الفاحشة.. عبر الوسائل الحديثة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > إشاعة الفاحشة.. عبر الوسائل الحديثة


  إشاعة الفاحشة.. عبر الوسائل الحديثة
     عدد مرات المشاهدة: 2459        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

فضيلة الشيخ كثيرًا ما نقرأ عبر المنتديات أو ترسل لنا بالجوال عبر بـ (البلوتوث) أو غيرها عن جرائم أخلاقية، فهل يعد تناقل مثل هذه الأخبار من إشاعة الفاحشة فإن كان كذلك فإنا نود توجيهًا لمثل هؤلاء.

الجواب:

نعم تناقل هذه الصور من إشاعة الفاحشة، ويخشى على من يفعل ذلك أن يبتلى ثم يفضح نعوذ بالله من الفضيحة، فحذار حذار. وعندما جاء رجل إلى رسول الله وأخبره أنه جامع زوجته في نهار رمضان أخذ العلماء منه أنه لا يلزم من المفتي أخذ كامل التفاصيل عن الحدث والبحث عن دقائقه وتفاصيله؛ إلا إذا كان يترتب على ذلك مصلحة ظاهرة، أو يترتب عليه الجواب. وكذلك قصة ماعز لما أخبر الرسول أنه فعل الزنا لم يسأله الرسول عن الطرف الآخر ولم يقل له دلنا عليه بل جلس الرسول يصرفه، ويقول له لعلك غمزت، لعلك قـبّلت... وفرق بين المستفتي وبين من يقبض عليه، فقد يرى ولي الأمر مصلحة لحد انتشار الفاحشة فهذه من (المصالح المرسلة) هذا الكلام للمفتي فكيف بغيره من عامة الناس! فيجب على المسلم أن يتقي الله ولا يكن سبب في انتشار الجريمة من خلال نقلها أو الحديث عنها أو حتى مشاهدتها. ونصيحتي للإخوة المتصفحين للمواقع والمنتديات ومن يستقبلون رسائل عبر بريدهم الإلكتروني أو غيره: البعد عن مواطن الفتنة والشهوة فهي تورث مرضًا في القلب وتكون سببا في قسوته، ويخشى عليه من الدياثة؛ وعدم الغيرة على أعراض المسلمين لكثرة ما يرى ويشاهد، بل وتكون سببا في الفتور واليأس والظن بالناس ظن السوء، بل انتشارها وكثرة الحديث عنها قد تجرأ بعض ضعاف الإيمان بالمجاهرة بالمعصية، بل والمطالبة بها. وليجعل كل واحد منا نصب عينيه قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19] ونصيحتي لأصحاب المواقع والمنتديات ومن يستخدمون التقنية: أن يتقو الله في أعراض المسلمين فحفظها من الضروريات الخمس. وكفى بالقرآن واعظًا {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور: 19] وانظر كلام الجزائري حول هذه الآية. ونصيحتي للجميع أن يستغلوا هذه التقنية فيما ينفع في الوعظ والإرشاد والنصح «ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» حديث صحيح. ولابد من التناصح بين المسلمين والوقف ضد هذه المنكرات على حسب مراتب الإنكار التي في الحديث، ومن ولاه الله ولاية فليتق الله فيها فهو مسئول عنها و«كلم راع وكلم مسئول عن رعيته».

الكاتب: د. ناصر بن سليمان العمر.

المصدر: موقع المسلم.